كيف كانت الامتحانات عبر التاريخ؟
أولا عند العرب
لم تكن الامتحانات عند العرب في العصر الجاهلي معروفة بشكلها الحالي، لان التعليم كان على طريق الممارسة والمحاكاة وما يأخذه الطفل من أسرته وعشيرته أو ما يتعلمه من معلمه.
بشكل انفرادي واما بعد الإسلام فقد أكد العرب على ضرورة تعليم الأطفال القراءة والكتابة وخاصة قراءة القران الكريم ومبادئ الدين الإسلامي في الكتاتيب والمساجد وغيرها.
الامتحانات عبر التاريخ |
وكانت المدارس وقفا على طبقة الامراء في البدء وأصبحت متوافرة لعامة الشعب ولم تعتمد هذه الفترة على نظام للامتحانات.
ويعبر أول نظام صريح للامتحانات هو ما فرضه الخليفة المقتدر بالله العباسي على من يريد اتخاذ الطب مهنة له، من امتحان ينال على إثره إجازة التطبيب.
كان (سنان بن
ثابت بن قرة) هو من أسند اليه مهام الممتحن . وعليه فرض على من أتم دراسة الطب أن يتقدم الى
رئيس الأطباء لامتحانه وأخذ الاجازة، في العراق، او الشام او في الأقطار العربية.
إلا أن الاجازات العلمية كانت تعطى للمحدثين منذ عهد
مبكر في الإسلام، فكان الأئمة يعطون طلابهم الذين يأخذون عنهم شهادة بما رووا لهم
من أحاديث ويجيزون لهم روايتها عنهم، ثم أصبحت الإجازات تعطى للطالب المثابر على
الاستماع لأمالي الشيخ في الآداب او التاريخ او غيرها، او لدى استفادة الطالب من
شرح المدرس لكتاب ما.
أقدم إجازة معرفة هي التي أعطاها محمد بن محمد بن الاشعث الى هارون بن موسى العكبري عام 313ه، وهناك من يقول إن بن الأشعث هذا شهد وقعة صفين وأنه توفي بعد ذلك بقليل.
في العصور الوسطى
يذكر التاريخ بأن المبشرين هم أول من أتو بنظام الامتحانات من الصين الى أوروبا. في عام 1530م، استخدمت المداريس اليسوعية والبروتستانتية الامتحانات الدورية لطلاب المرحلة الابتدائية وإعطاء منح للمتفوقين في الدراسة.
حتى عام 1568م، صدر الامر بتحديد مواد الامتحان وشروط القبول في مدارس
التعليم الابتدائي للمدرسين.
منها على سبيل المثال:
_ حسن السلوك والسيرة.
_ ان تكون متدينا.
_ عدم تأثره بالمذاهب ضارة.
في فــــــــــــــــــرنسا
اتبعت فرنسا
الأسلوب الشفوي حسب مراحل التعليم بصورة رسمية، ومنحت بموجبها
الشهادات للمتفوقين حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي،
ثم غيرة نضامها الى الكتابي ولكن هناك بعض الجامعات الفرنسية تطبق هذا الأسلوب أي
الشفوي الى يومنا هذا في التقويم.
في الصــــــــــــــــين
يذكر التاريخ ان الصينين
لهم نضام خاص في الامتحانات منذ سنة 2200ق.م،
ومدتها عدة أسابيع يموت خلالها عدد كبير من الطلاب، متأثرين بصعوبتها وكثرة التعب والارهاق الشديد مما يؤدي الى تشنجات في الجهاز العصبي.
كان الأسلوب المباشر هو السائد عندهم في الأول لان الطالب يمتحن في
الوظيفة التي ستوكل اليه.
وسرعان ما تغير الامر الى الأسلوب الغير المباشر، وأول امتحان في الصين هو في الخدمة الوطنية. وكانت الامتحانات في الصين دمقراطية لأنها مفتوحة على أبناء الشعب جميعا بدون استثناء. الامتحان في الصين معقد جدا وشائكة في نفس الوقت، كما كانت مقسمة الى درجات، الأولى والدرجة الثانية، والثالثة وكان الممتحن يمتحن في مواد أساسية خاصة في الذكاء ونظريات تنفع المجتمع او اتقان بعض المهارات كنظم الشعر واتقانه، دراسة الأحوال العسكرية والمدنية والزراعة والالمام بجغرافية إمبراطورية الصين وغير ذلك.